HAPPINESA STUDIO

وظائف عسكرية - بحوث المدراس-اخبار السعودية- نتائج وظائف

جاهز طباعة البحث بعنوان اضطرابات النوم

جاهز طباعة  البحث بعنوان اضطرابات النوم

بسم الله الرحمن الرحيم


مقدمه :
الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على هديه إلى يوم الدين.
 وبعد:
اضطرابات النوم
    مفهموم :
قد صارت اضطرابات النوم فى الوقت الحالى لاسيما مع ارتفاع معدلات القلق و التوتر من أكثر الإضطرابات شيوعاً ، فهناك قطاع كبير من الناس يعانى من اضطرابات النوم سواء الأرق أو الإفراط فى النوم أو الأحلام المفزعة أو الفزع الليلى أثناء النوم إلى غير ذلك من اضطرابات النوم الأخرى ، و سنتناول بمشيئة الله فى هذا الباب عرضاً موجزاً لمشاكل النوم التى يواجهها .الإنسان فى خلال الحياة ، و كيف يمكنه أن يتغلب عليها .يعتقد الكثيرون أن اضطرابات النوم أمراض نفسية ولكن العلم الحديث بين أن الكثير من اضطرابات النوم ذات منشأ عضوي ولها مضاعفات عضوية. وقد يكون السبب العضوي واضحا مثل الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم ولكن هناك أمور أخرى تؤثر على النوم ولا يدركها المصاب مثل الحساسية بأنواعها واضطرابات المثانة والبروستاتا وأمراض القلب والأنيميا ونقص الحديد المزمن. كل ما سبق يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات حقيقية في النوم ولكن منشأها عضوي وعلاجها عضوي.وتبقى الاضطرابات النفسية مسببات مهمة لاضطرابات النوم ولكنها ليست السبب الوحيد لاضطرابات النوم. فالتوتر واضطرابات المزاج وكذلك أمراض الاكتئاب كلها تؤثر على النوم. يبقى بعد ذلك دور الطبيب المختص لتحديد السبب والعلاج.
وسنخصص هذا المقال للتعريف باضطرابات النوم بصورة عامة لأهمية المشكلة ولمضاعفاتها وإمكانية علاجها بفعالية.

تبقى الاضطرابات النفسية مسببات مهمة لاضطرابات النوم
ما أعراض اضطرابات النوم؟
قد يشتكي المرضى الذين يعانون من اضطرابات النوم في أحيان كثيرة من أعراض محددة مثل الأرق، او زيادة النعاس أثناء النهار، والشخير، وقد يحضر بعض المرضى وهم يشتكون من أعراض مبهمة مثل الإحساس بالتعب والاكتئاب وضعف التركيز الذهني، وهذه الشكاوى قد تسببها أسباب عديدة لا حصر لها وتتطلب تمحيصاً لها من قبل طبيب مختص، يكون قادراً على تشخيصها ومعالجتها في حالة كل مريض على حده تشخيصاً وعلاجاً مناسباً لحالته. ولما كانت الاضطرابات المتنوعة تؤثر في طبيعة النوم وما تحدثه من إزعاجات أثناءه، لذلك ومع التطور السريع الذي لحظه هذا التخصص الطبي، نشأ اهتمام خاص لتصنيف اضطرابات النوم من قبل المختصين فيه. وهكذا وبعد نقاش مستفيض، ظهر إلى الوجود في عام 1990م التصنيف العالمي لاضطرابات النوم وفيه تعداد ل (87) اضطراباً مع ذكر المعايير التشخيصية التفصيلية التي تفصل بين اضطراب وآخر وظهر آخر تصنيف عام 2005 وضم 87 اضطرابا. وعلى أية حال، فان التقويم الإكلينيكي للمرضى الذين يعانون من اضطرابات النوم تقويم مهم، كما يحتاج البعض لإجراء تخطيط (دراسة) للنوم..وبالرغم مما ذكر آنفاً، فان خطورة بعض هذه الاضطرابات لم يتم إدراكها من قبل بعض المرضى، ومن قبل المشتغلين في الميدان الطبي خصوصاً. ولإعطاء القارئ فكرة عن مدى خطورة تجاهل هذه الاضطرابات واعتبارها كأن لم تكن، سأذكر مفصلا اضطراباً واحداً منها، وهو الاضطراب المعروف باسم (انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم). وفيه يحدث الشخير وانغلاق متكرر للمجرى الهوائي العلوي الذي يمر الأكسجين عبره إلى الرئتين، وتبلغ نسبة انتشاره 2-4% في الأشخاص الذين يكونون في متوسط أعمارهم وقد تصل إلى 20% في كبار السن ولنا أن نتخيل كم مريض يمر تحت أنظارنا ونحن لا نعرف انه مصاب باضطرابات النوم. وعلاوة على ذلك فإن هذا المرض مرض منتشر في المجتمعات، فان تأثيره محسوس إذ أن بعض العلماء شبه ضرر هذا المرض بضرر التدخين واثبت علمياً بأن (انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم) له صلة بعدد من الأمراض، حتى انه احد أسباب الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع ضغط الدورة الدموية الرئوية، وعدم انتظام عمل القلب، والجلطة الدماغية، كما برهن أن نسبة الوفيات عند الذين يعانون من (انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم) الحاد على من غيرهم. وقد ظهر أن التشخيص الصحيح والمعالجة المناسبة (لإبقاء المجاري الهوائية مفتوحة بواسطة جهاز التنفس المساعد) تمنع بمشيئة الله ما ذكر آنفاً من مضاعفات، بل إن المريض المصاب به يكون عرضة أكثر من غيره للإصابة بضعف الإدراك، وعته التفكير والفهم، وضعف الذاكرة والضعف الجنسي. كما أن نسبة انتشار الاكتئاب عند المرضى الذين يعانون من هذا المرض أعلى من غيرهم، ونظراً لاستسلام هذه الفئة من المرضى للنوم الطويل نهاراً فان نسبة خطر تعرضهم للحوادث الوظيفية أو على الطرق أعلى من غيرهم بنسبة ضعفين إلى ثلاثة أضعاف. كما أن قدرتهم على الإنتاج والتقدم تكون اقل بكثير من غيرهم من الأصحاء ويقلل علاج هذه الحالة من حدة الأعراض المصاحبة لها كثيراً. والمرضى الذين يعانون من (انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم) يلجؤون إلى مراجعة المستشفيات والعيادات بكثرة مقارنة مع غيرهم، مما يعني زيادة أعباء الرعاية الصحية لهم في الوقت الذي كان يمكن تفادي ذلك لو أن هذه الفئة من المرضى شخصت حالتها تشخيصاً صحيحاً وأعطي لها العلاج المناسب في أول الأمر.وما استعرضناه هو مرض واحد من امرض النوم. فإذا علمنا أن هناك أكثر من 87 مرضاً واضطراباً قد تصيب الإنسان في أي مرحلة عمرية فإننا وبدون شك سنبدأ في إدراك مدى جدية المشكلات الصحية التي تفرضها الإصابة باضطرابات النوم، وأهمية توفر الموارد والتجهيزات المناسبة لعمل التشخيص الصحيح ووصف العلاج الناجع في مرحلة مبكرة.











اضطرابات النوم  مرض  :
اضطرابات النوم ترتبط بعدد من التخصصات ومن هذه التخصصات الطب النفسي. هناك علاقة وثيقة بين النوم والحالة النفسية للفرد، فاضطرابات النوم قد تؤدي إلى الاكتئاب كما أن الاضطرابات النفسية قد تؤدي إلى اضطرابات النوم وفي هذه الحالة يصاحب اضطراب النوم أعراض نفسية أخرى يشكو منها المريض أو يلاحظها الأهل عليه، ومن أهم الأمراض النفسية المرتبطة بالنوم ارتباطاً وثيقاً:
١- مرض الاكتئاب:
وهو يصيب النساء بنسبة أكبر من الرجال (١:٢) وله أسباب عدة منها ماهو وراثي ومنها ماهو ناشئ عن ضغوط الحياة وفي هذا المرض ينتاب المريض شعور بالحزن والرغبة في البكاء أو فقد الرغبة لمزاولة أي نشاط والميل للعزلة الاجتماعية، ويشكو المريض غالباً من ضيق في الصدر ويصحب ذلك وهن الجسم وخموله.
وغالبية المرضى (٨٠٪ منهم) يواجهون صعوبة في النوم تتمثل في الأرق وصعوبة الخلود للنوم والاستيقاظ كثيراً خلال الليل والأحلام المزعجة أو الاستيقاظ خلال ساعات الصباح الباكر مع العجز عن العودة مجدداً للنوم وينتج عن ذلك قلة ساعات النوم بالليل بما يزيد من توتر المزاج وحدته. وهناك فئة أخرى من المرضى على العكس من ذلك تكثر ساعات النوم بالليل عن الحدود الطبيعية ويزيد عندهم النعاس والخمول خلال النهار وفي كلا الحالتين اضطراب النوم يؤثر تأثيراً سلبياً على المرض ويساهم في زيادته.

علاقة وثيقة بين النوم والحالة النفسية للفرد
ومن الأعراض الأخرى للاكتئاب اضطراب في الشهية للأكل يصاحبها تغير في الوزن إما زيادة أو نقصان، شعور بالدونية وبالذنب ولوم النفس على الأخطاء القديمة، وفقدان الرغبة الجنسية وفي الحالات الشديدة قد يتمنى المريض الموت أو يفكر في الانتحار، وقد يبلغ المرض حدته لدرجة يتوقف فيها المريض عن الكلام والأكل والحركة حتى القيام بشؤونه الخاصة وهذه الحالة يطلق عليها الذهول الاكتئابي.
وفي كل حالات الاكتئاب الخفيفة منها والشديدة يحتاج المريض لمراجعة الطبيب النفسي وتلقي العلاج اللازم، وطبيعة العلاج تعتمد على حدة المرض فعندما يكون شديداً قد يحتاج المريض إلى التنويم في الجناح النفسي لمراقبة تطورات الحالة عن قرب. وعموماً علاج الاكتئاب عبارة عن علاج دوائي وعلاج نفسي أما العلاج الدوائي فيتمثل في الأدوية المضادة للاكتئاب وهي لاتسببب إدمان المريض عليها وأعراضها الجانبية قليلة جداً تعطي بوصفة عادية وهي تباع في الصيدليات.
والعلاج النفسي عبارة عن جلسات نفسية مع الاختصاصي النفسي الذي يحيلك إليه طبيبك وهي تهدف إلى مساعدة المريض في التعرف على أسباب اكتئابه وطريقة تفكيره وأنماط سلوكه السلبية المؤدية للاكتئاب واستبدالها بنظرة وطريقة تفكير إيجابية وبالتالي سلوك صحي متأقلم مع الواقع.
وبالنسبة لاضطراب النوم المصاحب للاكتئاب فإنه يتحسن تدريجياً بتحسن مزاج المريض.
٢- الاضطراب الوجداني ثنائي القطب: وهو عبارة عن دورات متكررة من الاكتئاب والهوس يعود بعدها المريض إلى حالة الشفاء التام وممارسة حياته الطبيعية وفي المرحلة الهوسوية يشعر المريض بالحيوية والنشاط والزهو وتنتابه أفكار العظمة وتتزاحم مخيلته بالأفكار ويكثر في هذه المرحلة الكلام ويكون غير مترابط وغير منظم وتصرفاته تكون غير لائقة اجتماعياً أو قد تكون عدوانية أو استفزازية أما اضطراب النوم فيكون أولى علامات بداية النوبة حيث تتضاءل حاجة المريض للنوم وقد يمضي أياماً بساعات قليلة جداً من النوم (1-3 ساعات يومياً) مما يزيد من اضطراب الحالة وسوءها.
وهذا المريض يحتاج لعلاجات دوائية مكثفة خلال النوبة للتحكم في حدتها وتتمثل في مضادات الذهان ومثبتات المزاج وقد يحتاج المريض للتنويم في المستشفى خلال نوبة الهوس، وبعد علاج النوبة وعودة المريض إلى حالته الطبيعية يحتاج الاستمرار على العلاج الذي يقرره له الطبيب لمنع تكرارها مستقبلاً ومتابعة حالته بانتظام مع الطبيب النفسي.٣- الفصام (الشيزوفرينيا): وهو من أشهر الأمراض النفسية وأول من اطلق عليه هذا الاسم هو العالم بليوير من كلمة اغريقية schizein بمعنى يقسم phren بمعنى عقل أي ان معنى الكلمة انقسام العقل.
والفصام مرض مزمن يتميز باضطراب التفكير (كأن يعتقد المريض ان الناس ضده ويتآمرون عليه) ونشوء الضلالات والهلاوس وينتج عن ذلك اضطرابات سلوكية وانفعالية ويبدو المريض وكأنه يعيش في عالم خاص به ويتأثر النوم بشكل كبير في هذا المرض فنسبة كبيرة من المرضى يصابون بالأرق وصعوبة الخلود للنوم ونقص في ساعات النوم خلال الليل.
ولعلاج المرض يحتاج المريض لمراجعة الطبيب النفسي لتشخيص الحالة وبدء العلاج الدوائي ويتمثل في مضادات الذهان والأدوية تساعد كثيراً في تحسن الحالة ومنع تدهورها ويستطيع معها المريض ان يعتمد على نفسه في كثير من جوانب الحياة ودور الأهل في متابعة المريض وعلاجه ومؤازرته مهم جداً في استجابة المريض للعلاج.

ليس كل من يعاني من اضطراب في النوم لديه مشكلة نفسية
٤- اضطراب التكيف: وهو شعور بالحزن أو التوتر والقلق استجابة لحدث مؤلم كالطلاق أو موت أحد الأقرباء أو الفصل من العمل وهذه الاستجابة تتعدى الحدود الطبيعية الممكن توقعها عادة، وقد يصاحب اضطراب التكيف قلة في النوم وأرق واستيقاظ متكرر خلال الليل مع شعور بالكسل والخمول خلال النهار.
يحتاج المريض المصاب باضطراب التكيف لعلاج نفسي يكون تدعيمي في الغالب يهدف إلى التعرف على المشكلة ومحاولة حلها من خلال تحسين مهارات التواصل لدى المريض وتعزيز احترامه لذاته.هذه نبذة مختصرة عن أهم الأمراض النفسية المصحوبة باضطرابات في النوم وطرق علاجها. وعند علاج الاضطرابات النفسية فإن اضطراب النوم الناتج عنه يتحسن كثيراً وقد يختفي.وعلى القارئ أن يدرك أنه ليس كل من يعاني من اضطراب في النوم لديه مشكلة نفسية فهناك أسباب عضوية وسلوكية لاضطرابات النوم. لذلك وفي حالة ثبت ان المريض لا يعاني من أي مرض نفسي مسبب لاضطرابات النوم فإننا لا ننصح بأخذ أي دواء نفسي كعلاج للنوم ويحال المريض إلى طبيب متخصص باضطرابات النوم لتقييم حالته فقد يكون يشكو من مرض عضوي متسبب في اضطراب النوم لديه.

No comments:

Post a Comment