HAPPINESA STUDIO

وظائف عسكرية - بحوث المدراس-اخبار السعودية- نتائج وظائف

جاهز البحث بعنوان الخطر الصهيوني على الوطن العربي والاسلامي


عنوان البحث :
الخطر الصهيوني على الوطن العربي والاسلامي
مقدمه :
موضوعنا لهذا اليوم هو "خطر الحركة الصهيونية على العالم الإسلامي"، لا يخفى للمتابعين منكم لما يجري في الأرض المحتلة، الخطر المباشر الذي يواجهه الشعب الفلسطيني، عندما قامت الحركة الصهيونية كان الفكر العربي في وضعٍ يؤهله لأن يفهم بأن الخطر الصهيوني ليس مقصوراً ولم يكن مقصوراً أصلاً على الشعب الفلسطيني وعلى أرض فلسطين، وإنما هو جزء من مخطط أكبر من هذا يهدف إلى السيطرة على مقدرات هذه الأمة التي اختارها الله لأن تحتل هذا الموقع الاستراتيجي، لأن تمتلك هذه الثروات التي يبدو أن العالم كله بحاجةٍ إليها وسيبقى بحاجةٍ إليها، على الأقل في نصف القرن القادم. لمناقشة موضوع خطر الصهيونية على العالم العربي يسعدني أن يكون ضيفي لهذا اليوم المفكر الإسلامي الغني عن التعريف الدكتور محمد عمارة، وأنا أعتقد دكتور يعني لن نخوض في.. في الكثير من التعريف، فأنت أشهر من أن يعرفك من هو مثلي، أكتفي فقط بالترحيب بلك في برنامج الشريعة والحياة.
ماهر عبد الله: سيدي، عندما قامت الحركة الصهيونية، عندما تناهى إلى مسامعنا العلم بها في بداية القرن كان وضع الأمة أسهل في.. في التعرف عليها، كانت الرؤية -باعتقادي- أكثر وضوحاً، كان العرب والمسلمون من المحيط إلى الخليج إذا قصدنا العالم العربي، ومن جاكرتا إلى الرباط وموريتانيا، على وعي تام بأن المستهدف ليس فقط فلسطين والفلسطينيين، كان هناك خوف حقيقي من هذا المشروع، أولاً هل المشروع فعلاً هو مخيف؟
ثانياً: لماذا تضاءل هذا الخوف منه على مرور السنين رغم أنها ما ازدادت إلا قسوة؟
طبيعة الحركة الصهيونية وحجم خطرها :
د. محمد عمارة: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلاة وسلاماً على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين. أنا أتصور أن الأمة لم تُقدِّر خطر الحركة الصهيونية حق قدرها، لأنه المشروع الصهيوني بدا لدى قطاعات عديدة وكثيرة وواسعة في العالم العربي والعالم الإسلامي باعتباره مجرد حلم، وحلم قد يستعصي على التحقيق، وبدا أيضاً كمشروع غريب، لأنه تاريخ الأمة مع اليهود لم يكن فيه المشكلات المعقدة التي تستدعي أن يعض اليهود اليد التي أحسنت إليهم، يعني على مر التاريخ حتى منذ ظهور الإسلام كان الإسلام يفتح للآخر -ومنه.. ومن هذا الآخر اليهود- الباب للتعايش، يعني في دولة المدينة وفي غير.. وعبر التاريخ يعني حتى في الـ.. في فلسطين وفي القدس. يعني عندما فُتحت القدس على عهد عمر بن الخطاب كان من مطالب أهل القدس والبطرك (صفرينوس) ألا يسكن القدس أحد من اللصوص أو اليهود، واليهود لم يعيشوا في القدس، ولم يعيشوا في فلسطين إلا في ظل الدولة الإسلامية وفي ظل الحكم الإسلامي اليهود ضُربوا وقُتلوا من الصليبيين كما ضُرب المسلمون، وضربوا مثل المسلمين في الأندلس وهاجروا إلى العالم الإسلامي.
إذن كان فكرة أن يكون هناك حركة قومية عنصرية تهدد.. يهودية تهدد العالم الإسلامي والعالم العربي، كان هذا مستغرباً، وكان يعز على التصديق عند كثير من العرب والمسلمين، ومن هنا كان.. كانت الخديعة التي عاشتها الأمة والغفلة التي عاشتها قطاعات كبيرة من الأمة في ذلك التاريخ، أيضاً لم يكن هناك وعي بحقيقة الشراكة بين الحركة الصهيونية وبين المشروع الغربي، يعني مؤتمر (هرتزل) وظهور الحركة الصهيونية الحديثة كان يتم في ظل هيمنة للاستعمار على العالم الإسلامي ومحاولة إسقاط الدولة العثمانية، كان كل أنظار المسلمين موجهة إلى الاستعمار الغربي، ولم يكن هناك إدراك إلى.. لأن هذا المشروع الصهيوني، هذه الحركة القومية العنصرية، هي موظفة لخدمة هذا المشروع الاستعماري.إذن كان فيه هذه الملابسات التي جعلت قطاعات كبيرة من الأمة تغفل عن هذا الخطر. يعني في بلد مثل مصر، في أوائل القرن العشرين كانت هناك صحافة صهيونية تصدر في مصر، كانت هناك جمعيات، كان (وايزمان) اللي هو رئيس الوكالة اليهودية والحركة الصهيونية كان يُستقبل في مصر كزعيم سياسي، إذن لم يكن هناك تصديق بأن هناك خطر يأتي من اليهود الذين أحسنَّا إليهم وعاشوا في العالم الإسلامي، وكما قلت الفكر الغربي سواءٌ في بعده الديني البروتستانتي أو في بعده الاستعماري الذي أوجد الشراكة مع الحركة الصهيونية لم يكن هناك وضوح كافي في هذا التاريخ حول هذه المخاطر.ماهر عبد الله: طيب.. يعني الحركة الصهيونية خلال قرن من عمرها وما يزيد الآن عن القرن اختلطت في أفهام الناس أشياء كثيرة عنها، البعض لا ينظر إليها إلا من زاوية أنها عدو وفقط عدو، البعض لا ينظر إليها إلا أنها مشروع للسلام كما رُوج على الأقل في الأربع.. خمس سنوات الأخيرة، الولايات المتحدة تستنكر على دول العالم الثالث أن.. أن تدرجها على قوائم العنصرية في المؤتمر الذي سيُعقد في آخر هذا الشهر.
لو أردنا أن.. باختصار شديد أن نُعرف الحركة الصهيونية، هل هي حركة دينية؟
هل هي حركة قومية؟
هل هي فعلاً حركة صهيونية كما كانت تقول الأمم المتحدة وكما يريد بعض العرب اليوم أن يعيد تعريفها أنها حركة عنصرية وفقط عنصرية؟
د. محمد عمارة: يعني أنا رأيي أن هي كل هؤلاء، كل هذا، ليه؟ لأنه هي حركة قومية، هي بالدرجة الأولى.. تبلور.. تبلور التيار الصهيوني أو الحركة الصهيوني كحركة قومية يهودية في اليهود الـ.. (يديش) أو اليهود الذين هاجروا من منطقة بحر الخزر إلى وسط أوروبا وإلى دول أوروبا الشرقية، تبلورت الحركة الصهيونية كحلم لعودة اليهود إلى أرض الميعاد، إلى فلسطين ما بين النيل والفرات في ظل يعني فكر عنصري يوظف الأساطير اليهودية لخدمة هذا الحلم وتحقيق هذا الحلم، ومن هنا رغم أن الحركة الصهيونية في جوهرها حركة علمانية إلا أنها استندت إلى الأساطير الدينية، وخصوصاً أنها كحركة عنصرية وظفت الطابع العنصري الذي تحولت إليه اليهودية، يعني نحن نؤمن بأن اليهودية شريعة من شرائع الله سبحانه وتعالى، وأنها شريعة موسى وهارون والتوراة إلى آخر ما.. هذا الذي نؤمن به، لكن التاريخ اليهودي و"اليهودية التلمودية" حولت هذه اليهودية من ديانة سماوية إلى فكر عنصري.
يعني عندما يصبح الله في هذه الرؤية اليهودية التلمودية ليس رب العالمين، وإنما هو إله بني إسرائيل، وللشعوب الأخرى آلهتها، هنا تمت التحولات حتى في الألوهية، حتى في كون الله سبحانه وتعالى رب العالمين، وإله العالمين، تحول إلى إله لبني إسرائيل، وللشعوب الأخرى آلهتها، تحولت اليهودية في هذا التاريخ اليهودي وفي اليهودية التلمودية من إيمان بشريعة موسى عليه السلام بالتوراة والألواح كما نعرفها إلى المولود من أم يهودية، اليهودي هو المولود من أم يهودية، يصبح من شعب الله المختار، فعال لم يريد، لا يُسأل عما يفعل حتى لو كان ملحداً، حتى ولو كان ابن زنا، هنا أمام ديانة عرقية، يعني دم.. يعني رابطة بيولوجية وليست رابطة إلهية.
تحولت أيضاً إلى حركة عنصرية تستند إلى كم هائل من الأساطير، نحن نعلم أنه الأساطير، التلمود والتوراة والتحريفات كل هذا تم في السبي البابلي بالدرجة الأولى، وكان عبارة عن حلم بما عجز التاريخ العبراني عن تحقيقه، فأصبح هناك فكرة حول عودة إلى "أرض الميعاد"، وفكرة "شعب بلا أرض يعود إلى أرضٍ بلا شعب"، وتدمير وإبادة هذا الشعب الموجود على هذه الأرض. أنا أقول هذه الولادة للقومية العنصرية كانت قد سبقتها ولادة للمشروع الصهيوني وللحلم الصهيوني في الفكر الغربي، ولذلك كثيرين لا يدركون أن المشروع الصهيوني تخلق ووجد وظهر في الفكر الغربي قبل وجوده في الفكر الصهيوني..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طيب اسمح لي.. اسمح لي أن.. أن نعود لمناقشة هذه المزاوجة ولكن بعد فاصل قصير.
[فاصل إعلاني]

ماهر عبد الله: للتذكير فقط بإمكانكم أن تشاركوا معنا في هذه الحلقة إما عبر الإنترنت على الموقع الرئيسي للجزيرة نت على الموقع:

No comments:

Post a Comment